فروض الكفاية

مسودة أولى – 3 أكتوبر 2013

.......

.......

ودلوقتي ييجي ميعاد الدرس التاني – فروض الكفاية – قبل ما ندخل في الموضوع خليني أسألكم عن آخر مرة سمعتم درس أو خطبة أو حتى كلام عابر من شيخ أو داعية عن فروض الكفاية – شكلها كده حاجة ثانوية في الدين وموش مهمة قد كدة – ولو جت سيرتها تتشرح على إنها الفروض التي لو قام بها البعض لسقطت عن الكل – يعني كده صلاة الجنازة – يكفي إن كام واحد كده يصلو على الميت يسقط بذلك الإلتزام عن الباقين... بس خدو بالكو (في استدراك لا يدعو للإهتمام) لو ماحدش قام بيها يأثم الجميع --  بالذمة عمر الكلام ده حصل في صلاة جنازة – لا طبعا – وبالتالي يفقد هذا الاستدراك أهميته أو أي تأثير يترك انطباعا بالأهمية...

لا حول ولا قوة إلا بالله – تصورو حضراتكم إن فروض خطيرة زي فروض الكفاية تتشرح لينا على إنها ما هياش فروض – ما تقلقوش – حد تاني حايقوم بيها احنا موش لازم يكون لينا دور فيها – يعني الفرض سقط يارجاله – يا سبحان الله ...

موش مفروض برضه الفرض يبقى فرض... والا إيه ... ويتعرف بصورة إيجابية موش بصورة سلبية ...

فروض الكفاية يا أحباب هي الفروض الواجبة على المجتمع الإسلامي ككل متكامل حتى تصح الأمة وتنصلح أحوالها – وبالتالي تتكانل الأمة في القيام بهذه الفروض – يعني كده الشغل يتوزع على الجميع وكل واحد يشيل جزء من الشيلة – ما ينفعش حد يبلط في الخط ويعيش سفلقه ويسيب غيره يشيل وحضرته قاعد يتفرج – وبالتالي التعريف اللي يوضح هذه الصورة هو أنها الفروض التى يتكامل في القيام بها أفراد المجتمع حتى تصح الأمة وتنصلح أحوالها –

وبالتالي فإن فروض العين هي الفروض الواجبة على كل شخص نحو نفسه أساسا من صيام وصلاة وزكاة وحج وما إلى ذلك بينما فروض الكفايه هي الفروض الواجبة على كل شخص نحو مجتمعه (الآخرين – الأمة - ...) وبذا تكتمل الصورة...

فاللي يقوللي أنا بعمل الفروض اللي عليه – باصلي واصوم وازكي وحجيت كام مرة – ما حدش يقدر يقوللي تلت التلاته كام – أقول له وراح فين دورك في فروض الكفاية ياعزيزي – فين دورك في الجهاد – جهاد الأعداء – جهاد الحكام الفاسدين – جهاد المنافقين – حتى الصور الأبسط من ذلك مثل نضافة الشوارع ورعاية الأيتام وتنظيم المرور وجودة التعليم ومحو الأمية والتنمية الاقتصادية ومحاربة الفساد والعناية بالبيئة وعدم الإسراف في استخدام الوقود والكهرباء والمياه وغيره وغيرها – موش دي من الأمور التي يعاني منها مجتمعنا – من غيرها لم تصح الأمة ولم تنصلح أحوالها – أهي دي فروض كفاية ما حدش في المجتمع قام بيها – يعني المفروض إن الجميع يأثم – موش كده برضه والا إيه – ياعمي وانت حاتحملني الذنب ليه – هو موش فيه جيش وحكومة وموظفين وعمال نضافة وبيوت رعاية مسنين ودور أيتام ووزرا وغفرا وعساكر وخلافه – أنا ليه بقى أتحط في المعادله دي واطلع مسئول وعلي إلتزامات ...

عارفين ليه بقه بقالنا سنين طويلة ما حدش بيكلمنا على فروض الكفاية ؟؟ سبب بسيط – هم موش عايزينا ناخد بالنا منها ولا نشارك فيها – لو إحنا شاركنا في إصحاح الأمة وإصلاح أحوالها حاننقلب عليهم وحانعرف حقوقنا وموش حانرضى بيهم ولا بذلهم ولا استعبادهم – خلينا إحنا بس مشغولين بفروض العين كفاية علينا ونفضل إنعزاليين مفككين وكل واحد ملخوم في لقمة عيشه وتسيير أحواله ومتعه الشخصية وأهواؤه – وأهم شيء إننا ما ناخدش بالنا من الصورة الكبيرة أو ننتبه لضرورة تكامل المجتمع أو نشارك في إصلاح الأمة..! حيبقى كارثة عليهم --  "خليهم عايشين في زبالة الشوارع وزحمة المرور وغلو المعيشة وأزمات الوقود والكهرباء والمياه وغيره وغيرها..." – أصل لو فقنالهم موش حانسيبهم يسرقو وينهبو براحتهم ... علشان كده بقت فروض الكفاية هي صلاة الجنازة ...

........

.......

سامع حد بيقول حيلك يا أخينا الموضوع مالوش دعوه بالدين على الإطلاق – إنت كده حودت بينا شمال ودخلتنا في متاهات والخلاف اللي حاصل لا يخرج عن كونه خلاف سياسي – أرد وأقول ياريت – ياخواننا هو ده اللي هم عايزين يروجوه علشان يكسبوكو – أصله لو الناس أدركت الحقيقه وشمت ريحة حرب ضد الإسلام موش حاتسكت لهم – الحقيقة يا أحباب واللي شاهدناه عبر السنين هو أن أعداء الإسلام تجند كل طاقاتها وثرواتها لتعوق من تمكينه أو السماح له بأي فرصة للنهوض... وهذا هو ما حدث في الماضي وما يحدث في الحاضر... إنني أراها واضحة جلية... لقد عشتها وشاهدتها عن قرب في الولايات المتحدة منذ أحداث 2001 ورأيتها تمارس بوضوح منذ تولي محمد مرسي الرئاسة منذ عام...

والواضح أنهم يفشلون في أن يعوقوا تقدم الإسلام والإسلاميين بالطرق السلمية ويلجأون دائما للإجراءات الاتثنائية... فيفصلون القوانين واللوائح تفصيلا... ويستخدمون من الوسائل والأساليب أقذرها لتشويه الصورة وإفشال التحرك الإسلامي... وأسلحتهم في هذا الصدد تتمحور في استخدام الإعلام المغرض المضلل... المخابرات والإرهاب البوليسي (والحربي)... استخدام القضاء الغير عادل مزدوج المعايير... والإغداق في الإنفاق دعما لتنفيذ المخطط... وتجميد الأموال والأجهزة الإعلامية لإعجاز المقاومة... ومن أخطر أسلحتهم استخدام الغافلين والمغرضين وذوي المصالح من المسلمين (ما يسمونهم بالمعتدلين) للترويج لحملتهم...